إلهام قدري… من طموح وشغف إلى القمة
تزخر المملكة المغربية بكفاءات عالية ونخبة من أعلى المستويات، وفي الجنس اللطيف، تتألق المرأة المغربية في كل المجالات وتتسلق أعلى درجات النجاح والإبداع، ومن أبرز الشخصيات التي حققت نجاحا كبيرا بعد رحلة كفاح طويلة من العقبات والعمل الشاق، إلهام قدري التي وصلت لتكون رئيسة أكبر شركات الصناعة الكيميائية في العالم، ومرت على تجارب في أعلى مستوى، وشقت طريقها بلا هوادة لتبدع بأفكارها وتحدث تغييرا في مجالها، وطبعا بعد الوصول إلى القمة هناك رحلة طويلة لم سهلة أبدا.
تفوق دراسي والالتحاق بالجامعة في فرنسا
ولدت إلهام قدري Ilham Kadri يوم 14 فبراير 1969 في الدار البيضاء، ومنذ سنواتها الدراسة الأولى كانت متفوقة في تعليمها، وبعد حصولها على البكالوريا، هاجرت إلى فرنسا من أجل الالتحاق بفصل العلوم التحضيري في مدينة Besançon الفرنسية وواصلت تحصيلها هناك، ثم التحقت بجامعة كلود برنارد ليون، قبل أن تختار الانتقال إلى كندا حيث درست في جامعة لافال في كيبيك ونالت شهادة الماستر في الفيزياء والكيميا، حيث كانت جاهزة من الجانب النظري والعلمي، وبدأت تفكر في رسم مسارها المهني والوصول إلى المرحلة التي كانت تستهدفها.
دكتوراه في الكيمياء الجزئية وبداية الرحلة
وفي 1991، التحقت إلهام قدري بالمدرسة الأوروبية للكيمياء والبوليمرات والمواد في ستراسبورغ لإجراء دراسات في مجالات فيزياء البوليمرات والكيمياء، وبعد ذلك بعامين، في عام 1993، بدأت في رحلتها من أجل الحصول على الدكتوراه لتصبح طبيبة في الكيمياء الفيزيائية الجزيئية، والتي حصلت عليها في عام 1997، وهناك في سن الـ 28 ربيعا، كانت إلهام جاهزة على كافة الأصعدة لتنقل كل تحصيلها العلمي وخبراتها إلى أرض الواقع، وبداية رحلة مهنية حافلة بالإنجازات والإبداع.
أول تجربة مع Royal Dutch Shell
بعد حصولها على الدكتوراه، حصلت قدري على أول تجربة في شركة Royal Dutch Shell الشهيرة عالميا، وأحد أكبر الشركات على الإطلاق في مجال النفط والغاز، إذ كانت القادري ضمن فريق عمل، قام بتطوير سدادات خاصة ولكن بمواد ورغوة حرارية تعمل على كبح انتشار البكتيريا والفطريات بشكل فعال، وبعد هذه التجربة المميزة بالنسبة لها، انتقلت إلى مجال المبيعات وإدارة الحسابات الرئيسية العالمية في شركة LyondellBasell في فرنسا، وكل هذا لتوسع بصيرتها أكثر وتكتسب خبرات لا متناهية من تجارب مختلفة جعلتها أفضل بكثير مع مرور الوقت.
شركات عالمية بين بلجيكا وأمريكا
في الفترة بين 2005 إلى 2012، كانت إلهام قدري شخصية مهمة جدا في عدة شركات ومجالات مختلفة، وضعت بصمتها في كل تجربة مرت عليها، حيث عملت في شركة Huntsman الأمريكية الكيميائية، ولديها فروع في 30 دولة مختلفة، ثم مرت قدري بشركة Rohm and Haas الكيمائية الرائدة، والتي تحولت إلى ملكية Dow Chemical في 2009، ونظرا للكفاءة الكبيرة التي تتمتع بها والعمل الذي قامت بها، عينتها الشركة مديرة قسم المواد المتقدمة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والمديرة التجارية لقسم المياه في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في 2010.
تميز مع Sealed Air ومديرة Diversey
خلال تجربها في شركة Dow Chemical، حصلت إلهام على صلاحية أكبر لتنفيذ أفكارها، وكانت وراء أول محطة تحلية بالتناضح العكسي في المملكة العربية السعودية، وفي عام 2013 ، ومقرها في هولندا ، أصبحت نائبة رئيس شركة Sealed Air Corporation ورئيسة قسم النظافة الصناعية والتنظيف Diversey Care وشاركت في إطلاق المجموعة الأولى من روبوتات التنظيف التجارية عبر الولايات المتحدة وأوروبا، وفي عام 2016 ، أصبحت رئيسة قسم التحول الرقمي في Sealed Air ، ومع حلول مارس 2017 ، أعلن صندوق Bain Capital عن الاستحواذ على Diversey مقابل 3.2 مليار دولار بعد تحولها ، وعين إلهام قدري رئيسًا ومديرًا تنفيذيًا لشركةDiversey .
إلهام على رأس عملاق الصناعة الكيميائية البلجيكية
في أكتوبر 2018، عين مجلس إدارة عملاق الصناعة الكيميائية في أوروبا "صولفاي" التي تأسست سنة 1863، المهندسة المغربية إلهام قدري في منصب رئيسة اللجنة التنفيذية ومديرة عامة للشركة، وجاء تعيين الكميائية المغربية بالإجماع في اجتماع مجلس إدارة الشركة البلجيكية الرائدة لتكون خليفة الفرنسي، جان بيير كلاماديو الملتحق حديثا بشكة الطاقة الفرنسية إنجي، حيث توجت جهودها والعمل الكبير الذي قامت به طيلة مسيرتها المهنية بمسؤولية ثقيلة لم تكن سهلة بالنسبة لها، إلا أنها استطاعت التميز بمشاريع مبتكرة وطرق استثنائية طيلة عهدتها وإلى يومنا هذا.
ثورة كبيرة والوقوف في وجه الكورونا
تمكنت قدري من جعل مجموعة "صولفاي"، واحدة من جواهر الرأسمالية البلجيكية، مع ما يقرب من 25000 موظف في 64 دولة و 10 مليار يورو رأس مال، و حولت مجموعتها الرائدة الى “سلاح فتاك” في مواجهة فيروس “كورونا، حيث تمكنت بفضل مجموعة الأنشطة المتنوعة للغاية للمجموعة، من وضع خطوط إنتاج معينة في وضع مضاد للتلويض وصناعة معقم بفعالية عالية جدا، كما صنعت الشركة المادة الفعالة في مثبطات السعال ضد التهابات الجهاز التنفسي الحادة، إضافة إلى انتاج اختبارات خاصة للكورونا، من مواصلة تصنيع عطور الطعام، والبيروكسيدات للمطهرات والجزيئات للعناية التجميلية، ويضاف إلى هذا انشاء صندوق للتضامن لمساعدة الموظفين الذين أضعفتهم الأزمة الصحية، ويكمله مساهمات طوعية من الإدارة العليا، بما في ذلك ما يصل إلى 15٪.
شركة غير ربحية لتدريب النساء
في نوفمبر 2014 ، أنشأت قدري مؤسسة ISSA Hygieia Network29 بمشاركة مع مديرات تنفيذيات أخريات في صناعة التنظيف، وهي مؤسسة غير ربحية تساعد على تعزيز التدريب المهني للنساء على جميع المستويات، كما شاركت إلهام أيضا في إنشاء جمعية Women innovation network.
جوائز وتميز ... إلهام ضمن أقوى النساء في العالم!
من خلال مسيرتها الحافلة، فازت إلهام قدري بأربع جوائز في Stevie Awards عن جميع أعمالها في 2016، بما في ذلك الجائزة الذهبية لامرأة العام (في فئة الصناعة) والجائزة الذهبية للمساعدة المتبادلة بين النساء 32، في عام 2019، احتلت المرتبة 21 في تصنيف أقوى النساء في العالم وفقًا لمجلة Fortune، وهذا يلخص العمل الكبير الذي قامت به وتأثيرها الإيجابي والفعال في كل تجربة مرت عليها خلال مشوارها الحافل.