مديحة بي ... عندما يتخطى التأثير الإيجابي حدود الإبداع
يعتبر التأثير على حياة الناس بشكل إيجابي ونحو الأفضل، ومساعدتهم لتحقيق آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم في أرض الواقع من الأشياء النادرة في الحياة، وفي وقت يتخذ البعض من سبيل التأثير على نفسه والجلوس في قوقعته بعيدا عن العالم والناس، يشق البعض الآخر طريقهم لنشر الإيجابية والرسائل الروحية التي تجعل الحياة مثالية وتحقيق الأهداف سهل ومتاح، والرضا عن النفس قوة معنوية كبيرة للمضي قدما دون هوادة، ومن بين المؤثرين المبدعين جدا، يتألق اسم مديحة بي، المرأة العربية التي وضعت نصب أعينها هدف النجاح والاستمتاع بالحياة، واختارت طريق التأثير على الناس إيجابيا ونشر رسائلها وتجاربها المميزة لتكون وسيلة الارتقاء بالنسبة للآخرين، فمن هي مديحة بي ؟.
تفوق دراسي في أرقى الجامعات
مديحة بي Madiha Bee هي امرأة أردنية عربية من مواليد 1990، أبرزت تفوقها الدراسي مبكرا وتسلقت درجات النجاح وتوجت بتخرج من أرقى الجامعات، حيث درست الكتابة الإبداعية في جامعة أوكسفورد في بريطانيا، وأيضا التاريخ الطبيعي العالمي في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية و جامعة لندن، واختارت أيضا العديد من التخصصات على غرار الفلسفة، وخلال كل هذه التجارب، كانت حياة مديحة هادئة وعادية بشكل عام بحثت فيها عن جوهرها، رغم ذلك فقد كانت متفوقة ونشيطة وترجمت إبداعها للحصول على عدة جوائز في الجامعات والعمل الصحفي، وتلك كانت الخطوات الأولى لاكتشاف ذاتها أكثر.
طريق البحث عن النجاح في ثقافات مختلفة
ما يميز مديحة هو سعيها الدائم لإيجاد المكان المناسب الذي يمنحها القدرة على تحقيق ما تريده دون عقبات، وفي شبابها عاشت في بلدان مختلفة وكانت تتنقل بشكل دائم، للتعلم والتواصل مع الناس والانصهار في ثقافات مختلفة، وتوسع اهتمامها إلى الرسم والموسيقى والكتابة لأن ذلك يشعرها بالحرية أكثر والرغبة في الإبداع والابتكار واتصالها مع روحها والتناغم معها، حيث عاشت مديحة في تونس وانتقلت أيضا إلى نيويورك وإندونيسيا وأيضا جربت العيش في إيطاليا والهند إضافة إلى لندن، كل هذا الاختلاط بالثقافات علمها فلسفة الحياة والتواصل الدائم مع روحها وتمييز الشغف فيها، إذ ساهم كثيرا في تطوير منظورها وتوضيح الفكرة والهدف الذي كانت تسعى إليه.
تجربة وظيفة حكومية في الأردن
في سن الـ 25، عادت مديحة إلى مسقط رأسها الأردن، وذلك للعمل في وظيفة بالحكومة الأردنية، واشتغلت في مجال الإعلام بشكل خاص وإدارة مواقع التواصل الاجتماعي وأيضا التحرير وكتابة الأخبار والخطابات، هذه التجربة كانت مفيدة بالنسبة لمديحة كثيرا واستمرت لثلاثة سنوات تعلمت فيها الكثير، ومع دأبها على الوظيفة يوميا ودخول نسق الروتين، دفعها ذلك لبداية التفكير في شيء جديد ووضع نقطة النهاية على تجربتها في الوظيفة التي كسبت منها الكثير من الخبرة والمعرفة، بعد ذلك عملت لنفسها في عمان في التدريب والتنمية والتواصل مع الناس، ونظمت العديد من الورشات والأحداث التي شاركت فيها الناس أفكارها وموهبتها في الوصول إلى روح الآخرين وحثهم على ملاحقة أحلامهم.
تلبية نداء الحرية والابتكار
كانت مديحة جاهزة تماما لملاحقة طموحها، انتقلت للعيش في عاصمة إندونيسيا الروحية "بالي"، وبدأت بتعلم اليوغا والعديد من الروحيات التي جعل عقلها أكثر تركيزا على طموحها في تغيير حياة الناس، واكتشاف أساليب وطرق مختلفة لتحقيق ذلك، وقد اكتشفت أنه من الضروري تلبية نداء الحرية الذي يمثل شخصيتها وحياتها، والقدرة على فعل كل شيء دون قيود، الحرية في العمل، حرية التعبير وأيضا حرية التواصل مع الناس وإيجاد الطريق لروحهم وشغفهم والتأثير عليهم بشكل إيجابي.
مديحة تتبنى راية التأثير وتغيير حياة الناس
بدأت مديحة في الغطس عميقا في التواصل مع الناس، بعقليات وثقافات مختلفة، كانت دائما تصبوا لتقديم الدروس ومشاركة تجاربها وأفكارها الإبداعية، وبمقاطعها أمام أكثر من 60 ألف متابع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعثت العديد من الرسائل الفلسفية، جعلت العديد يواجه مشاكله ويتغلب عليها، تطرقت لجوانب عديدة في العقبات النفسية التي يمر بها الأشخاص، ومع مرور الوقت خصصت أفكارها وتواصلها مع النساء بشكل خاص، من خلال التدريب للتغلب على الحزن العميق، تنمية قوة المرأة، السعي وراء الأهداف والطموحات، التواصل مع الروح ومختلف النشاطات التي تغذي السهولة في الوصول إلى الحرية.
ملاقاة النصف الآخر والروح المنسجمة
بعد حوالي عام من تركها لوظيفتها، كانت مديحة بي على موعد مع فصل جديد في حياتها الشخصية، عندما التقت بالدكتور إيهاب حمارنة والذي كان حاضرا في إحدى المناسبات التي نظمتها مديحة، وانسجما معا مع مرور الوقت خاصة من حيث الأفكار المتبادلة، وانتقل الأمر لتنظيم دورات تدريبية معا ومساعدة بعضهما البعض في بداية الطريق، وكان العمل الجماعي بينهما منظما وفعالا بنسبة كبيرة وجعل مديحة تفكر أكثر في دخول عالم مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن إيهاب كان في بداياته بذلك الوقت، ومن خلال تواجدهما معا كانا يبتكران الكثير من الأفكار المميزة والمشاريع والدورات التي أثرت كثيرا في حياة الناس نحو الأفضل.
كيف تعيش حياة الحرية المثالية ؟
تقدم مديحة أسلوبها الخاص في جعل الناس يعيشون حياتهم الخاصة، لكسب المال والسفر والقيام بالهوايات والتواصل واكتساب خبرات ومعارف، فيها حرية وحب بشكل أساسي، وبدأت بتمرير هذا التأثير بشكل سلس وبأفكار إبداعية وقدرة على الاسترخاء والتواصل مع الروح، هذا ما جعلها شخصية مميزة جدا تحظى بجمهور يتابعها بكل التفاصيل، ويتواصل معها ويجعلها مصدرا لتغذية الإيجابية في روحهم والبقاء دائما في أعلى تركيز وإيجابية.
قوة المرأة العربية وتجسيد الروح لتحقيق أهداف الحياة
تملك مديحة منصات يتابعها الآلاف من خلالها، وقناة يوتيوب بتسمية Madiha Bee - Awakened Woman، يظهر جليا طموحها في توجيه تأثيرها ومقاطعها وتواصلها للمرأة العربية وجعلها تتحرر من القيود الداخلية، وإيقاظ تواصلهن مع أجسادهن وعواطفهن أيضا لصعود درجات النجاح، كما تقوم بجلسات شخصية مع نساء وقادة من النساء العربيات أيضا، وذلك لتجسيد الروح المطلوبة من أجل تحقيق أهداف الحياة، ويبدو أنها نجحت بشكل كبير خاصة في آخر عام، حيث ارتفع الاهتمام بما تقدمه وأنشأت لها متابعين مقربين ويتابعون خطواتها وكلماتها الاستثنائية بشغف.
3 رسائل ثمينة من مديحة بي
تحاول مديحة بي دائما إيصال ثلاثة رسائل أساسية للناس، الأولى هي أن كل شخص لديه روح عظيمة تحكي وتعبر عنه، وأهم شيء هو إدخال صوت الروح في الحياة وتركه يعبر عن الأحوال بكل تلقائية، أما الرسالة الثانية تركز على الأحاسيس وتعلم كيفية التعامل معها والاعتماد عليها كخارطة طريق لتكون القرارات بعدها موفقة، وفي الرسالة الثالثة ترى مديحة أن كل شخص يملك قوة كبيرة في داخله تنتظر منه استغلالها في صنع أشياء عظيمة في الحياة، ويجب عليه أن يجد الطريقة للتعامل معها وجعلها جوهر حياته، كل هذه الدروس المميزة، تواصل مديحة بي رسم طريقها من خلالها لتترك أثرا كبيرا دون أي شك.
تحقيق الحلم من خلال Youtopia
في العام الماضي، حققت مديحة بي أول جزء من حلمها الكبير، وهو افتتاح مركز Youtopia في العاصمة الأردنية عمان، وهي جمعية تجمع بين الناس بمختلف الأفكار والخلفيات للتواصل والقيام بخرجات ميدانية مع بعضهم بعض من أجل رفع مستوى الوعي، وتمرير الأفكار الإيجابية بين الناس، وأيضا التطرق لعدة مجالات ومواضيع بين الأشخاص المشاركين وإثراء الآراء بالنقاش الهادف، والهدف هو بناء مجتمع واعي وأكثر عقلانية وبتفكير إيجابي وفعال في الحياة الواقعية، وتأمل مديحة أن يكون لديها فروع في كل أنحاء العالم العربي في السنوات القادمة.